الأحد، 27 مايو 2012

وإذا الطفولة سألت !



وإذا الطفولة سألت !


لا حوار في المقبرة سوى الصمت وتحذير الريح الخفيف: يا أبن الارض
لما الضجيج ولما الجدال ؟ , ستموت وسيموت معك الكلام , هنا الاموات لم يأخذوا شيئا معهم سوى صورة بصرية , لأخره لحظة قضوها وربما شكل القاتل!

وهو واقف ذاك الرجل يتأمل قال: وإذا الطفولة سألت ؟ بأي جرمٍ من الحياة قطفت !

يرد الحانوتي في جانب مظلم من المقبرة: المقتول لا يرى في قبرة إلا أخر مشهد شهده في الدنيا ويسائل قاتلة كل ساعة بنفس السؤال الذي طرحته ! يا سيد وجب عليهم الصمت الابدي , هذا العالم موحش كصمت هذه المقبرة يا سيد!

يرد الرجل: من ذا الذي يطأ ورود لم تتفتح ويبشر بعهدٍ جديد في رئاسته ؟ , من يحرق البساتين لن ينثر القمح , ومن يبغض الورد لا يحمل إلا منجل البشاعة !

الحانوتي ضاحكاً: ومن ذا الذي يلعن القتلة أن هم جعلوا مدنهم مقابر ؟ , قلت لك العالم بشع بضجيجه القاتل , لذلك جاورت الاموات فهم أكثر أدبا من الاحياء حين أنام!

يلتفت الرجل لباب المقبرة قائلاً: بل عالم الاموات أكثر جمالاُ على الاقل , بيوتهم بيضاء لا يتطاول احدهم على الاخر , وجميعهم سواء ! يا سيدي الحانوتي , خلف هذا الباب هي المقبرة لكن التراب يكره نتانتهم !

عمت مساءا


أبن الكلمة
Twitter: @ibnalklmh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق