وإذا الطفولة سألت !
لا حوار في المقبرة سوى الصمت وتحذير الريح الخفيف: يا
أبن الارض
لما الضجيج ولما الجدال ؟ , ستموت وسيموت معك الكلام ,
هنا الاموات لم يأخذوا شيئا معهم سوى صورة بصرية , لأخره لحظة قضوها وربما شكل
القاتل!
وهو واقف ذاك الرجل يتأمل قال: وإذا الطفولة سألت ؟ بأي
جرمٍ من الحياة قطفت !
يرد الحانوتي في جانب مظلم من المقبرة: المقتول لا يرى في قبرة إلا أخر مشهد شهده في الدنيا ويسائل قاتلة كل ساعة بنفس السؤال الذي طرحته ! يا سيد وجب عليهم الصمت الابدي , هذا العالم موحش كصمت هذه
المقبرة يا سيد!
يرد الرجل: من ذا الذي يطأ ورود لم تتفتح ويبشر بعهدٍ
جديد في رئاسته ؟ , من يحرق البساتين لن ينثر القمح , ومن يبغض الورد لا يحمل إلا
منجل البشاعة !
الحانوتي ضاحكاً: ومن ذا الذي يلعن القتلة أن هم جعلوا
مدنهم مقابر ؟ , قلت لك العالم بشع بضجيجه القاتل , لذلك جاورت الاموات فهم أكثر
أدبا من الاحياء حين أنام!
يلتفت الرجل لباب المقبرة قائلاً: بل عالم الاموات أكثر
جمالاُ على الاقل , بيوتهم بيضاء لا يتطاول احدهم على الاخر , وجميعهم سواء ! يا
سيدي الحانوتي , خلف هذا الباب هي المقبرة لكن التراب يكره نتانتهم !
عمت مساءا
أبن الكلمة
Twitter: @ibnalklmh
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق