الأحد، 13 مايو 2012

الوالي واستجواب المعتوه !


الوالي واستجواب المعتوه !



أجتمع أهل القرية ليلا ً ممسكين بالمشاعل للحدث الأعظم! , كنجوم في مجرة تدور وترى الأرض تصارع الشمس ! ولا تخاف الاحتراق ! تتعجب وتولول: معتوه القرية! يهاجم سياسة والينا المعظم! يا لا العجب ! ستخر السماء بنا!

المعتوه: سأثبت بالأدلة والأوراق لا تكذب يا سادة ! أن والينا لا ستحق شرف توليه عليها من قبل الملك !.
يقول قوله هذا والعرق بتصبب منه أكنه يذوب أو ربما فر الماء منهُ خوفا!

يكمل: هذا عقد مزرعة أجرها من فلان , لأحصنة فرسان ديوان الولاية بينما المزرعة لا يوجد فيها إلا حمير صاحب المزرعة! انظروا ليست إلا حمير!.
بعد سكوت وضع يده على صدره يطأطئ رأسه ببطء , وبصره متوجه للوالي , كأنه يتأسف!

يصرخ المعتوه: سكوت... سكوت فلدينا مزيد! هذه الوثيقة بختمك يا حضرت الوالي مختومة بختمك , تقول بأن سور المدينة يجب أن يبنى من الحجر , بينما هناك وكل المدينة يعرفون ثلاث جدران بنية بالطين !
هناك من يسرق من بيت المال بشكل رسمي الأختام لا تكذب يا أخون!.

فجأة ينزل المعتوه رأسه ويتكلم بحزن عاطفي: والينا المعظم لطالما أحببناك فأنت نبيل أبن نبيل أبن النبلاء , ولن نشك يوما بأنها من أفعالك , هناك من يخونك والله على ما أقوله شهيد , وما على المستجوب إلا السؤال.

بعد أن أعدم الفرسان ونفى وزيرة بتهمة الخيانة , قال الوالي: قد يجتمع الذباب على العسل لا النحل أن كان المكان قذرا , أنت وزيري الجديد وسأبدأ بتنظيف ولايتي من ذبابها قريباً !

بعد هذه الليلة يدخل الوزير المعتوه مسرعا ويسقط أمام الوالي بسبب رداءة الطويل والأنيق ويقول: أسف يا سيدي , لكن يا سيدي إلى الآن لم أفهم لماذا أعدمت الفرسان ونفيت الوزير ! والى الآن أيضا لم افهم لماذا استجوبتك !

يرد الوالي ضاحكا: جميل أن تسيطر على السلطة لوحدك لا تخشى من خيانة وزيرك لكن مزعج أن يكون معتوهاً أكثر من اللازم !
يا معتوه , الدهاء في السياسة لا القضاء على أعداءك بل الدهاء أن تجعل الناس كلهم يطلبون منك ذلك.
لا يشفع لك إلا غبائك إتقانك لتمثيل الجيدة قليلا , أخرج الآن ولا تدخل علي مرةً أخرى هكذا وطبق ما أقول لك فقط !

يخرج المعتوه وهو يفكر: ربما أزعجوه مثلي! الحياة كوزير لا يعرف الجواب خير من جواب الفقر!
يغلق عقله الشائك ثم الباب قائلا: سيدي
عمت مساءا 


أبن الكلمة
Twitter: @ibnalklmh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق