الجمعة، 11 مايو 2012

محكمة الورود



محكمة الورود



عاشقان أحداهما نبيلة والأخر فلاح , عشقته لأنه يتقن الفعل لا الكلام والجلوس على أريكة من حرير كبشرته ! , هي كوردة جبلية وهو كوردة بستان ينظران لبعضهم ويغبطون بعضهم الأخر لمكانه الغريب ! , الغرباء دائما ما يغبط أحدهم الأخر فقط لأنه غريب عن عالمة البائس ! , كـ وردتان في ساحة معركة الدنيا تدفع الفريقين المتحاربين منذ الأزل , بعضاً من الأمل !

القاضي: ماذا تريدون من بعضكم ؟
يجيبان: النتيجة الحتمية لاثنان تزوجا بالروح يا سيدي القاضي لم يبقى إلا الزواج المادي زواج الأجساد , نريد الزواج يا سيدي.
يبتسم القاضي ويلتفت للرجل الواقف: وأنت يا سيد ؟

يجيب الرجل اللابس لروب أسود يرفعه عليها: أنا محامي العائلة يا سيدي القاضي , هذا الزواج لن يتم !.
يسأل القاضي: لماذا ؟

يجيب المحامي: المادة الخامسة من دستور النبلاء تقول يا سيدي القاضي ( لا يحق لنبيل أو النبيلة , الزواج من الفلاحين أو أحدى أبناء الطبقة السفلى , لان الطبيعة كذلك لا تسمح لزاوج الكلاب من الأسود ) !

تتكلم هي: ولكني أحبه يا سيدي القاضي!
يكمل المحامي: المادة العشرين من دستور النبلاء تقول يا سيدي القاضي ( الحب ممنوع , لأنها عملة تتداول فقط عند الفلاحين وأبناء الطبقة السفلى , أما النبلاء يتزوجون للمصالح المشتركة فقط وهي عملتهم الخاصة لا الحب) !

بنبره حزينة يرد هو: سيدي القاضي شاءت الأقدار , بأن يضعوا تلك القوانين بينما نحن نحرث الأرض ونعمرها , تلك الأرض التي لا تفرق بيننا في الخاتمة , تلك الأرض التي تنازلت ببعض ترابها لنخرج نحن كأم حنون , فأقسمنا نحن معشر الفلاحين بأن نحرثها نطعمها البذور فنصدم بأن تعطينا أيضا نبتا وزرعا بكرم لا ينضب !

يلتفت لحبيبته ويكمل: لن يفهموا يا حبيبتي لن يفهموا , شاءت الأقدار أن تجمعنا الروح وتفرقنا الأجساد , شاءت الأقدار أن تجمعنا العواطف وتفرقنا الكلمات , شاءت الأقدار أن تكوني وردة في جبلها وحيدة , بينما أن في بستاني أناظرك كطائر مكسور الجناح يحن لسماء ! لعن الله الطبقية

عمتِ مساءا 


أبن الكلمة
Twitter: @ibnalklmh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق