الثلاثاء، 22 مايو 2012

زنا الأميرات أرخص





زنا الأميرات أرخص



تحتقر الشجرة الطويلة الأرض رغم خروجها منها ! هكذا هي الحياة من ان يعانق فستان السماء الابيض حتى يبدأ بأحتقار منبته ! أفلا ترى الشجر وهي في خيلائها تحت فستان السماء , لا تقذف للارض إلا موتى الثمر ! هكذا هي حياة وهذا نصيب الارض من أبنائها كالجارية حين تلد أميرا !
كذلك هو الهرم واقفاً متحديا أرض وسكانها لكنه يقف عاجزاً امام ضحكات بنات السماء ما أن تنثر الغيوم بعض نسيمها الضاحك المتكرر مع السنوات حتى يتجعد الهرم ويقذف للأرض جلده الميت , ويسحق أحيانا أبناء الارض دون سبب فقط لأنهم دونه ! وكذلك هم أبناء رأس الهرم !

هكذا يفسر الملك المخلوع هزيمته ويبررها وهو يمشي بسلسلة بؤسه وتلمع بكبرياء نصر عدوه وثيابه التي كانت لامعه يملؤها سواد الهزيمة وأكلت بعضها الحسرة ! على الأرض بعد هزيمته تحتضنه برفق بعد أنجحدها بريش النعام وريح بنات السماء!

يصرخ الفارس: امش مسرعاً أرهقت حصاني بجرك , كأنك لأول مرة ترى مملكتك السابقة ؟

يرد الملك: هو ذلك يا قاتلي هو ذلك , كان رغم جماله يحجب وأنا بالأعلى موسيقى الغابة الغير متملق أو الطامع لدراهم معدودات , كانت تأتي حمراء أو صفراء , للتو أدري أنها في الغابة ترصع بالألماس ! هو ذلك

يضحك الفارس: ليس ألماسا يا غبي , هذا انتم معشر المخمليين تعتقدون أن كل ما هو لامع شيء نفيس ! أنه الندى يا مخلوع الندى الذي يظهر بالأعلى وينزل لأسفلها بإرادته كأنها يلمع أرضه لا مثلكم يتم خلعه وبالقوة! , وكأن الزهر يدمع لنزولها , لا كشعبك الفرح يا مخلوع امش وأصمت

يقف الملك ويضحك بتهكم ويقول: تأمل يا قاتلي تأمل
يقف الفارس ويرد: ماذا ؟ , ليس إلا متشردين يمارسون الزنا , ما الجديد ؟

يرد الملك: أخطأت هذه المرة , هو فعل الهوى , فهم لا يمارسونه للمتعة مثل أهل قصري هم يمارسونه للحاجة! , يحرقهم الحبر فيعصرون ببعضهم البعض للحظات بعد أن ينتهيا من عملهم الشاق , أنه فعل الهوى لان يفهمه , غازي قاطع طريق يعشق بالذهب مثلك , ولا ملك ولد على حرير وكل شيء يطلبه يلبى مثلي , هم بين وحشيتك وبين ترفي , انه الحب يا قاتلي

يرد الفارس: ليس للمتعة فقط يا مخلوع , فأنا لم أخترق مدينتك المحصنة , إلا بعد أن مارست الزنا مع كل وصيفات قصرك إلا ان وصلت للملكة وبناتك , وهكذا ربحت عرشك وكنوزك وبعض المتعة
يضحك الفارس بخبث!

يرد الملك: هو ذلك يا فارس ما قصدته في البداية , نكون في القمة ثم نستحقر الارض وسكانها , إلا في أقبح الاشياء , ننزل ملوكا وأمراء لنمارس شيئا جديدا في الاسفل بعيدا عن البلاط , بعيدا عن كل شيء , شيء بعيدا عن الاخلاق , لاننا سئمنا الانضباط , أحقر الاعمال نفعلها بصمت , ننزل لتلك الارض لا ملائكة بل شياطين , وهي زوجتي وهن بناتي , جربن كل شيء إلا , الزنا مع فارس قاطع طريق نتن قبيح مثلك !

يرد الفارس: أشد ما أكرهه بالملوك والأمراء , الكبرياء رغم أنهم في حضرت الموت , وبالمناسبة , انا نتن وقبيح فعلا وأيضا لا أستحم إلا في أوقات متقطعة في السنة , لكن أهل بيتك ونساء بلاطك دفعن لي المال مقابل النوم معهن , فمن الأقبح ؟

يرد الملك: لا شيء أرخص من حياة سطرت هكذا يا فارس لا شيء أرخص , وزنا الأميرات أرخص !

عمت مساءا


أبن الكلمة
Twitter: @ibnalklmh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق