الثلاثاء، 8 مايو 2012

الموت بمشنقة الذكرى



الموت بمشنقة الذكرى





"أتركوني قليلا لكي أتنفس !"


صوت صارخ من قصر بأول الشارع , كأنه من قصور العصور الوسطى!
دخلت هرعا قفزنا من سور الحديقة الطويل , وإذ بالداخل رجل مسن كأن شعره نار بيضاء لها بريق من الخارج
هل أنت بخير يا سيد ؟ \سألته
رد: هل أنت طبيب ؟
لا ولكن ظننت بأنك تتعرض لاعتداء أو سرقه بالقوة !
رد: هو كذلك !
لكن لا يوجد أحد هنا غيرك !
أنزل رأسه كأنه مرهق : بلا أنها ذكرياتي السوداء , تملأ القصر وتحشرني فيه كأن القصر قبر يا ولدي ! , أنها سارة تسرق بعضي اليوم بعد خالد بالأمس !
سألته يسرقون ماذا ؟
رد: يسرقون ويقطعون قوتي وجسدي يا ولد سكت !
وأكمل أسق تلك الوردة يا ولد
بينما أبحث عنها وإذ بصورة لشاب جميل قوي البنية
هل هذا أنت يا عم ؟
رد: نعم
بمحاول مني لأستلطفه: يا عم يبدوا أن الكاميرا كانت من النوع الرديء , السواد فيها يطغى على البياض !
تستطيع بالتقنيات الحديثة أن تجعلها ملونه
رد مبتسما: هكذا هي أفضل سوداء , كماضي ويومها , كانت بعد سرقة (العمر) كما يسمونها , أموال جهة تبرعية لإغاثة فلسطين !
أكملت بحثي عن الوردة لان قوله لا رد أو تعليق عليه ! عرفت لماذا الآن يجلس لينسج الخيال هربا من الواقع ومن الذكرى !
يا سيد الوردة هذه ميتة ! ومتعفنة أيضا , حديقتك مليئة بالورود هل أبدلها ؟

رد : ب (لا) طويلة
فقط أسقها ستعود ستصبح حمراء يوما
قائلا قبل أن أقاطعه
ولكن يا عم الوردة فيها بقايا بياض ! لم تكن بيضاء سابقا ؟
رد: نعم ولكن سارة قبل أن اتركها قالت ستنساني حين تصبح حمراء !
يا عم ربما كانت تقصد بأنك لن تنساها إلا أن وقعت في حب جديد , فالحب يحي الموتى ويغير الواقع
رد غاضبا: هذا ليس من شأنك , فقط أسقها
قبل أذهب قلت له : هذا هو حل فلسفة الوردة يا عم , سارة أرادت أن تتغير وتصبح من إنسان مادي إلى مثالي , ولكن لا جدوى !
أخرج من بيتي تكذب, تكذب !
قبل أن اذهب استوقفني وقال:
يا ولد لا تقم بأعمال شريرة فأنها غدا ستصبح ماضي تجره أينما ذهبت , والذكريات السيئة حبل سيشنقك يوما !

عمت مساءا  


أبن الكلمة
Twitter: @ibnalklmh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق