الخميس، 10 مايو 2012

ليلة مع عاهرة !



ليلة مع عاهرة !



أقبلت بجسد كالنحاس ! , أو كأنها الشمس عند المغيب على حافة البحر , وفستانها الأحمر يموج على جسدها تارة جزرا وتارة مد , ومن رأسها ينبع نهر عسل ويصب إلى أخر جسدها , أو شعرها الأشقر قرب ما يكون , سنابل ذهب يتخطف ببريقه الألباب وتتخطفه عيون الحاضرين !
جلست وقالت: أأنت الفيلسوف فلان ؟
أجبت: بنعم , هل أستطيع أن أخدمكِ ؟ أن كان عن الجمال وتفسيراته المعقدة فقد أختلف فيه الفلاسفة والشعراء , ولكن المرآة خير شاعر وفيلسوف أن رأتكِ بهذه الزينة !
ردت: بـ لا , ما هو تعريف العهر ؟
كأن ردي: كل فعل شاذ ممكن أن يكون عهرا !

ابتسمت وقالت: أترى ذاك التاجر فلان ؟ , مرابي معروف , يبيع البؤس والمآسي , يعطيك أمولا صحيح , لكن بالمقابل يضع حجرا على ظهرك ويقول أمش لمدة سنتين وينتهي الدين ! , نعم أنها الديون تأتي تباعا إلى أن تصل إلى مرحلة الوقوف بمنتصف الطريق ! أليس هذا عهرا ؟

ثم أكملت: الدوق فلان أتراه ؟ , أجداده نبلاء منحوا النبالة بسبب جدهم السادس عشر , كان فارسا شهماً بدأ من عدم , وها هو حفيدة اليوم مفلس لا يملك إلا أسمه ومجد جده البعيد ليجني منه الأموال ! , نعم أنه يحضر لحفلات الطبقة الدنيا مقابل دراهم معدودات ! ماذا نسمي ذلك ؟

قاطعتها: الصفات أشياء لا ترى , يستطيع الكل أدعاء الجميل منها ورجم القبيح منها لعدوه  , كلمات تحاك مجاناً من الفم !

نعم صدقت , صدقت كالرئيس فلان الواقف هناك , يدعي النصر الذي مللنا ونحن نسمع به ولم نره إلى اليوم ! هكذا قالت وأنا ضاحكا ومكملا في خلدي لقولها من سوء حظ هذا الرئيس أيضا انه حتى العاهرات أيضا تدخلوا فالسياسة فأي مجدٍ زائفٍ هذا !
أكملت: انظر للبارونه تلك , تملك الأموال والعبيد والقصور , ومع ذالك تمارس مهنتي بشكل عكسي وهي تملك كل شيء , كيف بشكل معكوس ؟ سأقولك , تأتي بالمشردين والمنبوذين من الشوارع وتعطيهم الأموال مقابل ليلة حمراء واحده ! , الفرق بيني وبينها أني مجبره على هذه المهنة الحقيرة لكي لا أموت أنا وعائلتي جوعا !

سيدي الفيلسوف: أنا لا أدعي الشرف , ولا أبيع مشاعري مقابل شيء , فقط أقدم سلعه وأنا مكرهه , ليس كفلانة تلك , لا يوجد شاب في البلدة إلا وادعت أنها تحبه فقط لأجل الزواج وتهرب من تهمة وكلمة "عانس" ! رباه , لا يوجد أسهل من قول " أنا شريفة " وما أصعب أيضا عليهن قول " أنهن عوانس" ! رغم أنها كلمات لا تجرح جلدا ولا تقطع لحما !
نعود لبداية حديثنا , ما هو العهر ؟

قلت مبتسما: يبدوا إني لست الفيلسوف الوحيدة في هذه الحفلة ؟
قالت وهي مبتسمة: ويبدوا أني لست العاهرة الوحيدة أيضا في هذه الحفلة !

أكلمت مصدوما: ربما هي الحقيقة !
قالت: وما هي الحقيقة ليست إلا مثلي امرأة حسناء وجريئة جدا , يشتهيها الكل ولكن لا يتزوجها أحد !

عمت مساءا 


أبن الكلمة
Twitter: @ibnalklmh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق