الاثنين، 21 مايو 2012

صراع أجيال الأفكار





صراع أجيال الأفكار



صراع الأجيال تعبير ربما غير دقيق أو ربما لم يتم شرحه بشكل كاف! , لم يوضح بعد أي أجيال هذه التي تتصارع ؟ , هل هي الأجساد التي تنتج من تلقيح لجنسين معينين لجيل معين ومما ينتج جسد يحمل جميع صفات جيل أحدى الجنسين ولكن بشكل مبعثر , عينين الجد مثلا ثم أنف الأم و شعر الجد الخامس والخ!

صراع الأجيال أكبر من الجسد وما يحويه , في الحقيقة صراع الأجيال ليس إلا صراع الأفكار , فلكل فرد خلق أو سيخلق أو مخلوق , يميزه الفكرة التي يحويها , تحمل شيء لم يرثه من سلسلة جيلين ولن يورثه بالكامل لجيله من بعده , أنها الفكرة , نعم وما صراع الأجيال إلا صراع الأفكار تولد الفكرة وما إن تستقر في هذا العالم كحقيقة حتى تهرم وتلد فكره أخرى تدحضها وتحل محلها وهكذا , وتبقى الحقيقة شيء مطلق مجهول يلمسه الكل ولا يمسكه هكذا قال الأب لولده البالغ من العمر ثلاثين سنة

الولد: أتقصد يا أبي أن ما صنعناه من ثورات في عالم كل شيء , حتى ثوراتنا السلمية ضد الظلم , ليس هي الحقيقة الخيرة ولا النموذج الممتاز !

الاب: هكذا كان ظني بثوراتنا العسكرية القوية الخارجة عن نطاق رحمة الحاكم الديكتاتور , فما يسلب بالقوة لا يسترد إلا بالقوة !

الولد: ولكن يا أبي , ثوراتكم لم تكن إلا أحجار شطرنج كما كان الشرق الأوسط من قبل , رقعت الشطرنج الكبرى بين المعسكرين الشرقي والغربي , أمريكا والسوفييت!

الاب: أتقصد أن ثورتنا صنعت بأيدي خارجية ؟!

الولد: ربما نعم , وان كانت لا , فلا أراها إلا جعل هذه المنطقة أقصد الشرق الاوسط , منطقة محايدة بأسها بينها , فلا السوفييت يضفرون بها ولا الامريكان إلا ان ربح الثاني ! , منطقة خارجة عن العالم , في نزاع في ما بينها بشكل مستمر , كفأر التجارب داخل العجلة يدور على نفسه , هاهاها مشهد جميل خصوصا لدولة لإسرائيل بينما تكون بسلام تتسلى لمنظرنا !

الاب: وثورتكم التي ترونها سلمية ؟ لا أراها إلا صنيعة , فأنت أكدت حقيقة لا شيء يخرج عن سيطرة الدول الكبرى , انت قلتها

الولد: في بدايتها لا , لكن في منتصفها نعم , كعصا موسى ما أن تمسكها في المنتصف حتى ترجع عصا ثابتة يسهل السيطرة عليها ! ربما يا أبي ربما

الاب: ربما !

الحفيد: عفوا على المقاطعة , كيف تؤيدان الثورات , وهي مضادة لسلام , غريبٌ امركم يا بشر , تخلقون ألف مؤسسة لحفظ السلام , بينما نصفكم الأخر مشغول بتطوير سلاح يفوق قوة عدوه ! تبحثون عن العدل ولا ترضون بأن تتعادل القوى !

عمتم مساءا يا بشر 


أبن الكلمة
Twitter: @ibnalklmh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق